القمح هو مرض فطري يصيب بعض المحاصيل الزراعية مثل القمح و الشيلم. للصدأ سلالات مختلفة تختص بفصائل مختلفة، فالسلالة التي تصيب محاصيل الفصيلة النجيلية هي Puccinia triticina .
كشف الخبراء النقاب عن مرض أصاب القمح ويهدد بتدمير حوالي 10 في المئة من الاحتياطات العالمية لهذا النبات الحَبيٌ. وبدأ المرض ينتشر في بعض بلدان أفريقيا الشرقية، ويعتبره الخبراء خطرا حقيقيا قد يفاقم حالة المجاعة، خاصة في البلدان النامية. ولٌقب المرض الجديد باسم "صدأ القمح" وسُجل ظهوره لأول مرة في القرن الماضي.
وما يقلق الخبراء بؤرة جديدة من هذا المرض، نشأت عام 1999 في أوغندا لكنها بدأت تتغلغل الآن في كل من أثيوبيا وكينيا، مهددة بالتالي حصاد القمح بكامله في قرن أفريقيا.
ونواة المرض فطر، مسمى "بوتشينيا غرامينيس" (Puccinia Graminis)، يكوٌن طبقة من الصدأ أحمر اللون على ساق نبات القمح، ليدمرها تدريجيا ببطء. وفي الخمسينات والستينات، عندما ساهمت الثورة الزراعية الخضراء في زيادة إنتاج النبات الحَبيٌ، نجح المزارعون آنذاك في السيطرة على انتشار هذا المرض، الذي عاد وظهر الآن في صيغة أشرس وأخطر.
في سياق متصل، يعبر السيد "نورمان بورلوغ"، الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 1970، عن تفاؤله حول وجود حل فعال حيال مرض القمح الجديد. وعاود المرض ظهوره في أوغندا، في عام 2001، بعد غياب دام سنتان، لكنه بدأ تفشيه الآن في المناطق المجاورة بفضل الجراثيم التي ينقلها الهواء معه، لتلتصق في نهاية المطاف على ملابس المسافرين.
ووفقا للتوقعات الأولية، تُفسر خسارة 10 في المئة من حصاد القمح العالمي بأضرار مادية جسيمة تصل قيمتها الى 9 مليار دولار إضافة الى فقدان 60 مليون طن من المُنتج. ويبدو أن وصول الفطر المرضي الى المملكة العربية السعودية مسألة وقت فقط، ويتوقع الخبراء أن يتخذ مرض القمح من المملكة قاعدة انطلاق له نحو بلدان أخرى. وأضعف هذا المرض مختلف أنواع القمح، في أفريقيا الشرقية، حتى قضى عليها نهائيا.
ولحسن الحظ، جمٌع العلماء في مراكز (International Maize) و(Wheat Improvement Center) للبحوث عينات من 165.000 نوعا مختلفا من القمح بغية إيجاد النوع الأكثر مقاومة حيال مرض القمح، الذي بدأ يأخذ منعطفا جديا.