وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة) (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر) يا لها من زمرة عظيمة يوم القيامة ما من أحد إلا ويمسه البلاء يوماً وإذا أحب الله عبداً ابتلاه وما من شيء تكرهه نفسك إلا ويُحسب على باب الصبر فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع. والصابرون هم الذين يصبرون على البلاء ويفرحون بالمصيبة كما يفرح أحدكم بالنعمة. هؤلاء الصابرون وقد عرف التاريخ الإسلامي أنواعاً من الصابرين يستحقون أن يكونوا زمرة عظيمة يوم القيامة، عروة بن الزبير رضي الله عنه إبتلاه الله تعالى ببلاءات عظيمة حتى كان يُسمّى عروة الصابر ومن شدة بلائه وكثرته قال: يا رب وعزتك وجلالك لو قطّعتني إرباً إرباً ما شكون منك ولو ألقيتني في النار ما شكوت منك، أي صبر هذا! إذن إذا أصابك بلاء ففرحت به لأن الله تعالى أصابك بما يُحب وإذا أحب الله عبداً ابتلاه وإذا أحب عبداً أصاب منه. قبل أن تموت يبتليك الله تعالى ببدنك، بمالك، بأهلك، بأولادك، بوطنك فإذا صبرت واسترجعت فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون قلتها من قلبك باحتساب وتجرّد فإنه يجعلك يوم القيامة في زمرة يوم القيامة يحسدك الناس جميعاً على مكانها ومكانتها في الجنة. وإذا أصابتك مصيبة فاسترجعت وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون وكلما تذكرتها أحدثت لها استرجاعاً آخر فإن اله تعالى يعطيك من الأجر كما أعطاك أول يوم أصبت بمصيبتك. كما قال r: " يتمنى أهل العافية عندما يرون جزاء أهل البلاء لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض، ويقول r: "ليلة من المليلة (أي الحُمّى) والصداع تذر العبد يمشي وما عليه من خطيئة". إذا استرجعت وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون ورضيت عن ربك فيها من الأجر كل هذا فما بالك ببلاء عظيم؟!. هناك من ابتلي بالسرطان أو بالشقيقة أو الحُمّى وابتلي بجسده سنين طوال كما فعل أيوب u فإذا رضيت عن ربك وصبرت على ما أصابك فاعلم أن الصابرين يوم القيامة زمرة يحسدها الناس ويتمنى أها العافية يوم القيامة لو أصابهم الله تعالى ببلاء عظيم ويتمنى أهل البلاء لو ضاعف الله تعالى البلاء لما يرون من جزيل الثواب. عافانا الله وإياكم وألهمنا الصبر عند كل مصيبة.